الاحتلال يستهدف الطواقم الطبية والصحفيين ويعمّق جراح غزة

ارتكب الاحتلال الإسرائيلي جريمة جديدة وصفت بأنها “مركبة”، بعدما استهدف مستشفى ناصر الطبي في خانيونس بشكل مباشر،
ما أسفر عن استشهاد 21 فلسطينياً بينهم صحفيون وأطقم طبية ومدنيون كانوا يبحثون عن العلاج والملاذ الآمن.
هذه المجزرة تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتواصلة على المستشفيات والإعلاميين في قطاع غزة، تاركةً وراءها مشاهد مأساوية من الرعب والدمار.
دمار المستشفى ومجزرة مركبة
وفق إفادة الصحفي وسام البردويل من غزة، فقد قصف الاحتلال مجمع ناصر الطبي مرتين متتاليتين،
الأمر الذي خلف حالة فوضى وذعر داخل المستشفى. وأوضح أن القصف أدى إلى استشهاد
خمسة صحفيين وخمسة من طواقم الإسعاف، إضافة إلى أحد عشر مدنياً كانوا يتلقون العلاج.
“الاحتلال ارتكب جريمة أمام الكاميرات وعلى البث المباشر، استهدف المستشفى والطواقم الصحية والدفاع المدني،
في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.”
استهداف الصحفيين… إسكات الصوت الحر
المجزرة طالت كذلك الصحفي حسام المصري مصور وكالة رويترز، إلى جانب زملاء آخرين ارتقوا خلال محاولتهم نقل صورة الحقيقة.
وأكد البردويل أن استشهاد الإعلاميين في غزة سياسة ممنهجة.
“ارتقى حتى اليوم أكثر من 245 صحفياً، غالبيتهم في عمليات اغتيال مباشرة،
آخرهم ستة صحفيين في مجزرة ناصر الطبي، بينهم الدكتور حسن دوحان.”
وأضاف: “الاحتلال يعلم أن الصورة تفضح جرائمه، لذلك يستهدف من ينقلها.”
انهيار القطاع الصحي تحت النار
أدى القصف إلى شلّ عمل المستشفى الذي يعاني أصلاً من نقص حاد في المعدات بسبب الحصار.
ووصف البردويل المشهد قائلاً:
“بعد القصف الثاني عمّت الفوضى والانهيار، الطواقم الطبية فقدت زملاءها أمام أعينها،
المرضى هربوا بحثاً عن مكان آمن، فيما المستشفى بالكاد قادر على تقديم الخدمات وسط الضغط الهائل.”
رسالة من غزة إلى العالم
في ختام حديثه، وجّه البردويل رسالة باسم غزة إلى المجتمع الدولي:
“الاحتلال يقتل يومياً صفاً دراسياً كاملاً من الأطفال. أكثر من 28 طفلاً يستشهدون كل يوم.
غزة تقول للعالم: أوقفوا الإبادة، أوقفوا المجاعة، وحافظوا على ما تبقى من الحياة.”
وأضاف: “للأسف الشارع العربي ما زال صامتاً، بينما الشارع الأوروبي تحرك تحت ضغط صور غزة وحقائقها.
السؤال: متى يتحرك العرب؟”