أبو عبيدة بين الشائعة والرمزية.. إسرائيل تبحث عن “انتصارات وهمية”

خاص – قناة القدس

لا تزال غزة تعيش على وقع العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 22 شهرًا، والذي خلّف دمارًا واسعًا وارتكاب مجازر متواصلة بحق المدنيين. ورغم اتساع العملية العسكرية لتشمل رفح وخان يونس وأحياء مدينة غزة، فإن الاحتلال لم يحقق أهدافه المعلنة، وفق ما أكده المختص بالشأن الإسرائيلي سليمان بشارات.

وأضاف بشارات أن حكومة نتنياهو تعمل على تضخيم أي استهداف باعتباره “إنجازًا”، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول عبر ذلك إضعاف الروح المعنوية للفلسطينيين وحاضنتهم الشعبية.

“اغتيال أبو عبيدة” بين الشائعة والتضخيم

توقف بشارات عند الضجة التي أثارتها وسائل الإعلام العبرية حول استهداف الناطق باسم المقاومة الفلسطينية أبو عبيدة، معتبرًا أن إسرائيل تحاول توظيف مثل هذه الأخبار لتعويض فشلها الميداني.
وأوضح أن الاحتلال سبق وأن اغتال مئات القادة الفلسطينيين، لكن “فكرة المقاومة” لم تنتهِ، وهو ما يقلق إسرائيل أكثر من الأشخاص.

اليمن وساحات أخرى تحت النار

وأشار الخبير إلى أن دائرة التصعيد الإسرائيلي تجاوزت غزة لتصل إلى اليمن عبر ضربات واغتيالات، فضلًا عن استمرار التدخل في سوريا ومحاولات فرض واقع ميداني في جنوب لبنان. كما حذر من أن “الجبهة الإيرانية قد تشهد تصعيدًا جديدًا”، في ظل رؤية إسرائيل أن الظروف الإقليمية والدولية تمنحها هامشًا واسعًا للتحرك.

التقاء الرؤيتين الإسرائيلية والأمريكية

وفي قراءته للبعد السياسي، رأى بشارات أن الحرب على غزة تمثل “الحلقة المركزية في مشروع الشرق الأوسط الجديد” الذي تحدث عنه نتنياهو. وأكد أن الولايات المتحدة لم تعد تكتفي بدعم إسرائيل عسكريًا، بل تسعى للإشراف المباشر على مستقبل غزة، مستشهدًا بخطط ومشاريع ناقشها مسؤولون أمريكيون وغربيون مؤخرًا، من بينهم توني بلير.

الكابينيت وتجاهل صفقة الأسرى

وحول اجتماع “الكابينيت” الإسرائيلي الأخير، توقع بشارات أن يتجاهل ملف صفقة تبادل الأسرى، مركّزًا بدلًا من ذلك على مستقبل الضفة الغربية وتعزيز السيطرة عليها، بجانب توسيع العمليات العسكرية في غزة تحت مسمى “عربات جدعون الثانية”.
وأشار إلى أن المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى لا تزال عاجزة عن توحيد مواقفها، وهو ما يمنح نتنياهو هامشًا للمناورة والاستمرار في نهجه التصعيدي.

مشهد معقد وصفيح ساخن

واختتم بشارات بالقول إن المنطقة كلها تقف على صفيح ساخن، من غزة إلى اليمن ولبنان وسوريا، في ظل محاولة إسرائيل استثمار اللحظة لفرض وقائع جديدة. لكنه شدد على أن الفشل في تحقيق الأهداف الكبرى سيجبرها في نهاية المطاف على إعادة حساباتها، خصوصًا مع صمود الفلسطينيين ورفضهم الاستسلام رغم الثمن الباهظ.

زر الذهاب إلى الأعلى