إحدى أضخم شركات تكنولوجيا الأسلحة الإسرائيلية في بريطانيا تغلق أبوابها

أغلقت شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية لتكنولوجيا الأسلحة بشكل مفاجئ منشأتها في مدينة بريستول البريطانية، بعد أن تعرضت مرارًا لهجمات واحتجاجات نفذتها جماعة “فلسطين أكشن” Palestine Action، التي حظرتها السلطات البريطانية مؤخرًا بموجب قانون الإرهاب.

وذكرت صحيفة “الغارديان” أن الموقع، الواقع في مجمع “أزتيك ويست” للأعمال على مشارف بريستول ، كان مهجورًا عند زيارته هذا الأسبوع، وكانت الشركة قد استأجرت العقار منذ عام 2019، وكان عقد الإيجار ممتدًا حتى 2029.

المصنع كان هدفا خلال الشهور الماضية لحملات احتجاجية مستمرة من قبل منظمة “فلسطين أكشن” (Palestine Action)، وهي مجموعة ناشطة في المملكة المتحدة معارضة للحرب على غزة، وقد شملت هذه الاحتجاجات أساليب مثل الاعتصامات وتسلق الأسطح وتحطيم النوافذ ورش الطلاء الأحمر على المبنى، وذلك احتجاجا على تورط “إلبيت” في تزويد الجيش الإسرائيلي بالطائرات المسيّرة المستخدمة في العدوان على قطاع غزة.
وأظهرت حسابات الشركة الإسرائيلية في بريطانيا تكبدها خسائر تشغيلية بلغت نحو 5 ملايين جنيه إسترليني (6.75 ملايين دولار) خلال العام الماضي، وتعد إلبيت سيستمز أكبر شركة إسرائيلية لصناعة المسيرات وبلغت عائداتها العام الماضي نحو 7 مليارات دولار.

وسبق أن اضطرت الشركة إلى بيع عدد من فروعها في بريطانيا بعد احتجاجات متكررة، بينها شركة “إيليت كيه إل” في ويست ميدلاندز عام 2024، وشركة “فيرانتي” في أولدهام عام 2022.
ووصف أندرو فاينشتاين، الخبير في تجارة السلاح العالمية، الإغلاق بأنه “تطور بالغ الأهمية”، مشيرًا إلى أن “إلبيت” تعد من أبرز أركان الصناعات العسكرية الإسرائيلية.
ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه “إلبيت سيستمز المملكة المتحدة” للحصول على عقود جديدة مع وزارة الدفاع البريطانية، وسط ضغوط سياسية تطالب الحكومة بعدم التعاقد مع الشركة بسبب دورها في الحرب على غزة.

إغلاق المصنع يُعتبر ضربة معنوية لشركة “إلبيت سيستمز”، حيث كان يُنتج طائرات مسيرة وأجهزة مراقبة إلكترونية تُستخدم في العمليات العسكرية الإسرائيلية، كما يُثير الإغلاق القلق بشأن إمكانية فوز الشركة بعقد دفاعي كبير قيمته مليارا جنيه إسترليني مع وزارة الدفاع البريطانية، وهو ما يُعارضه بعض السياسيين نظرا لسجل الشركة في مجال حقوق الإنسان.
ورغم أن “إلبيت سيستمز” لم تُصدر بيانا رسميا بشأن إغلاق المصنع، فإن الخبراء في تجارة الأسلحة يرون أن هذه الخطوة قد تكون ذات تأثير كبير على عمليات الشركة في المملكة المتحدة، من جهة أخرى، تصف مجموعة “فلسطين أكشن” هذا الإغلاق بأنه “انتصار مهم” في حملتها المستمرة ضد الشركات المتورطة في صناعة الأسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى