هآرتس: خطة جنونية لمسح غزة عن وجه الأرض

قالت صحيفة “هآرتس” إن أي حديث عن احتلال غزة، وجعلها غير صالحة للسكن البشري وتطهيرها بشكل منهجي من سكانها حتى يتمكن الإسرائيليون والأميركيون من جني الأرباح، يعد حديثا إجراميا لا مكان له في أي بلد بالعالم.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير اقترح قتل مئات الجنود وعشرات الآلاف من المدنيين في قطاع غزة من أجل بناء مساكن لضباط الشرطة، في إطار الخطة المختصرة لتحويل غزة بأكملها إلى “فرصة عقارية”، حسب الخطة الشاملة التي اقترحها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش
وكشف سموتريتش -حسب الصحيفة الإسرائيلية- عن خطته الجنونية، وقال إن المفاوضات بشأنها مع إدارة ترامب جارية بالفعل، ولم يبدِ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أي تحفظات على تصريحات وزير ماليته تلك.
ونبّهت “هآرتس” إلى أن مجرد مناقشة هذه الخطة مع الولايات المتحدة، وتقديم وزير كبير في الحكومة لها على أنها “خطة عمل”، يظهر الفجوة بين التصريحات الرسمية للحكومة حول تدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واستعادة المحتجزين، والطموحات الاقتصادية/الاستعمارية التي يناقشها أعضاؤها خلف الكواليس.
وحقيقة أن كبار الوزراء يمكنهم قول مثل هذه الأشياء بحرية وعلنية، وعدم رفضها على الفور وبشكل لا لبس فيه من قِبل رئيس الوزراء يظهر المستوى الأخلاقي والسياسي والقانوني، الذي انحدرت إليه إسرائيل في ظل حكومتنا الكابوسية الحالية، كما تقول الصحيفة.
ورأت الصحيفة أن نتنياهو حاول لشهور، إقامة ستار دخان من الوعود الفارغة حول تحرير المحتجزين والإطاحة بحماس، وطلب من الجيش هدم غزة من جذورها، مما أدى إلى محو مدن بأكملها عن وجه الأرض واختفاء قرى بأكملها.
واليوم كشف سموتريتش عن المصالح الكامنة وراء هذه الأعمال -كما تقول الصحيفة- فعملية “عربات جدعون” في مرحلتيها الأولى والثانية، وربما في مرحلة ثالثة قد تأتي، هي اسم رمزي عسكري لتمهيد الطريق “لطفرة العقارات” التي يروج لها سموتريتش.
وخلصت “هآرتس” إلى أن كل هذا يبرز ضرورة إنهاء الحرب، ودعت من لا يزالون مترددين ويصدقون أكاذيب الحكومة، إلى أن يقفوا الآن صفا واحدا أمام هذه الفظائع بأجسادهم، لأن هذه الحرب لن تنتج طفرة لأحد، بل جرائم وكوارث مروعة.