حين صار نقل الحقيقة جريمة.. دم أنس وزملائه شاهد

خاص قناة القدس
ودّعت فلسطين، مساء أمس، الصحفي الشاب أنس الشريف، الذي ارتقى شهيداً أثناء قيامه بواجبه في نقل الحقيقة من قلب الميدان، إلى جانب خمسة من زملائه الذين استهدفتهم صواريخ الاحتلال الإسرائيلي داخل خيمتهم الصحفية قرب أحد المستشفيات في قطاع غزة.

اغتيال من قلب الميدان

أنس الشريف، الذي أمضى عامين في تغطية جرائم الاحتلال تحت الحصار والقصف، ترجل وهو يحمل الكاميرا والكلمة، تاركاً إرثاً من الشجاعة والمهنية ورسالة واضحة بأن ثمن الحقيقة في زمن الحرب قد يكون الدم.

الجريمة التي وصفت بالمروعة جاءت بعد ساعات من إعلان الاحتلال السماح بدخول الصحافة الدولية إلى غزة، ما اعتبره محللون رسالة ترهيب واضحة للصحفيين المحليين والأجانب.

محمد القيق: الصحفيون مكشوفو الظهر

الكاتب والصحفي محمد القيق قال في حديثه إن ما يجري هو “حالة ثمنها الدم”، مؤكداً أن الصحفيين في الميدان بلا حماية حقيقية ولا هيبة تردع الاحتلال، وأن استهدافهم يتم عمداً في مناطق لا وجود فيها للمقاومة.

وأضاف القيق أن الاحتلال أعلن صراحةً في بياناته أنه يستهدف الصحفيين، مشيراً إلى أن غياب المتابعة القانونية الدولية ونقابات الصحفيين في هذا الملف يشجع إسرائيل على مواصلة جرائمها دون محاسبة.

رسائل الاحتلال للإعلام

القيق أوضح أن استهداف الصحفيين يحمل ثلاث رسائل أساسية: ترهيب الإعلام المحلي والدولي، قتل القدوة الميدانية التي يمثلها الصحفيون الشجعان، وشيطنة الإعلام المناهض لسياسات الاحتلال واعتباره “إرهاباً”.

وأشار إلى أن اغتيال أنس وزملائه هو رسالة دم موجهة للصحافة العالمية: “إذا أردتم دخول غزة فعليكم أن تنتظروا الموت هناك”.

مخاطر قادمة وتعتيم إعلامي

ورأى القيق أن ما يجري قد يكون تمهيداً لمجازر جديدة في غزة لا يريد الاحتلال أن تظهر في الإعلام، لافتاً إلى أن السيطرة على الرواية الإعلامية باتت جزءاً من أجندة نتنياهو.

تحريض داخلي يسهّل الجريمة

وحذّر القيق من أن بعض الأصوات المتشنجة فصائلياً أو المرتبطة بأجندات خارجية تسهّل على الاحتلال استهداف الصحفيين عبر حملات التشويه والجدل الداخلي.

كلمة للصحفيين

في ختام حديثه، وجه القيق رسالة لزملائه: “هذه المهنة مهنة تعريف الحقيقة، وثمنها إما الدم أو القيد أو الحصار. الإسرائيلي يقتل فرسانها، لكن لن يستطيع إسكات الصوت أو طمس الصورة”.

ليلة الجريمة، ارتقى الصحفيون: أنس الشريف، محمد قريقع، إبراهيم ظاهر، محمد نوفل، محمد الخالد، وزميل آخر، إضافة إلى إصابة عدد من الصحفيين.

رحل الجسد، لكن ستبقى الصورة والكلمة التي نقلها أنس وزملاؤه شاهدة على ما يجري، لتكمل رسالتهم كل روح حرة تؤمن بأن الصحافة ليست جري

زر الذهاب إلى الأعلى