الاحتلال يأمر بإخلاء مدينة غزة بالكامل… آلاف العائلات بين التشريد والموت

أصدر الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم أوامر بإخلاء مدينة غزة بالكامل، مطالبًا السكان بالتوجه جنوبًا نحو خان يونس، بدعوى أن العمليات العسكرية ستشتد في المدينة. وتشمل الأوامر جميع الأحياء من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ما أثار حالة من الذعر بين مئات آلاف المدنيين الذين لا يجدون مأوى بديلًا.
معاناة المدنيين بين القصف والنزوح
الصحفي وسام البردويل من غزة أوضح أن هذه القرارات تزيد من معاناة السكان، الذين يواجهون القصف المستمر، والمجاعة، وانعدام الخدمات الأساسية. وأضاف أن كثيرين يفضلون البقاء في منازلهم رغم الخطر، على تحمل تكاليف النزوح الباهظة التي قد تصل إلى 3000 دولار للأسرة الواحدة.
“المنطقة الإنسانية” بلا مقومات حياة
وأشار البردويل إلى أن المنطقة التي يدعو الاحتلال السكان للتوجه إليها في خان يونس مكتظة أصلًا بالنازحين، وتفتقر إلى المياه والصرف الصحي والبنية التحتية الأساسية، ما يجعلها غير صالحة لاحتضان مزيد من العائلات. ورأى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه المزاعم إلى “تبرئة نفسه” أمام المجتمع الدولي وتبرير عملياته العسكرية.
استمرار القصف في كل مكان
رغم الحديث الإسرائيلي عن أماكن “آمنة”، أكد البردويل أن القصف يطاول جميع المناطق، بما فيها تلك التي يتم توجيه النازحين إليها. وأوضح أن الطائرات الحربية والمسيرة والمدفعية لا تتوقف عن استهداف الخيام ومواقع التجمعات المدنية.
صمت دولي وتحذيرات بلا جدوى
المؤسسات الحقوقية والدولية واصلت التحذير من مخاطر الإخلاء والعمليات العسكرية، لكن دون استجابة فعلية من المجتمع الدولي. واعتبر البردويل أن الدعم الأمريكي لإسرائيل، إضافة إلى حسابات نتنياهو السياسية، يشجع الاحتلال على المضي في مخططاته.
أهداف عسكرية ونفسية
ورأى البردويل أن أوامر الإخلاء تحمل أبعادًا عسكرية وسياسية ونفسية، إذ يسعى نتنياهو إلى تدمير أكبر عدد من المباني السكنية، لدفع الغزيين نحو الهجرة أو الاستسلام. لكنه شدد على أن الشعب الفلسطيني يواصل الصمود، ولم يرضخ رغم مرور أكثر من 700 يوم على الحرب.
رسالة من غزة إلى العالم
أكد البردويل أن رسالة الغزيين اليوم واضحة: “قدمنا التضحيات من أرواحنا وبيوتنا وأموالنا، وبقي على العالم والعرب أن يتحركوا”. وحذر من أن مخططات الاحتلال لا تستهدف غزة وحدها، بل تهدد المنطقة بأكملها تحت شعار “إسرائيل الكبرى”.