كارثة إنسانية تتفاقم في غزة وسط تصعيد إسرائيلي واسع

واستهداف مباشر للمدنيين

خاص – قناة القدس

تصاعدت حدة القصف الإسرائيلي على مدينة غزة خلال الساعات الماضية، مخلفًا دمارًا واسعًا وخسائر بشرية كبيرة، فيما وصفت الأوضاع الميدانية والإنسانية بأنها “خطيرة جدًا وتزداد سوءًا كل لحظة”، بحسب مراسلة قناة القدس في غزة مها خضر.

قصف مكثف واستهداف منازل سكنية

أفادت خضر أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منازل لعائلات فلسطينية في مخيم الشاطئ، منها منزل عائلتي الهبيل وماضي، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين، إضافة إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض لم تتمكن طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم بسبب شدة القصف وغياب المعدات اللازمة.

كما واصل الاحتلال تنفيذ “أحزمة نارية” في مناطق تل الهوى، مخيم الشاطئ، حي النصر والمناطق الشمالية الغربية، ما أدى إلى محاصرة مئات المواطنين العالقين غير القادرين على مغادرة أماكنهم. وأكدت المراسلة ارتقاء طفل برصاص قناص إسرائيلي متمركز قرب مفترق بهلول في حي النصر.

استهداف النازحين والصيادين في الجنوب والوسط

لم تقتصر الهجمات على شمال القطاع، إذ استهدفت قوات الاحتلال خيمة للنازحين في منطقة الزوايدة بالمنطقة الوسطى، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى. وفي خانيونس، فتحت زوارق الاحتلال النار تجاه الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، ما أسفر عن استشهاد اثنين منهم.

وأضافت خضر: “المعادلة واضحة لدى الاحتلال، سواء كنت في الجنوب أو الوسط أو الشمال، لن تكون بأمان”.

تدمير واسع للمستشفيات والبنى التحتية

ذكرت المراسلة أن الاحتلال دمر مستشفى “الأرنتيسي” المتخصص للأطفال ومستشفى “النصر” في شمال غزة، كما استهدف مستشفى المعمداني والمستشفى الأردني بعد إخلائه. وأوضحت أن مجمع الشفاء الطبي، الذي تعرض سابقًا لدمار واسع، عاد للعمل جزئيًا بعد ترميم بعض أقسامه، لكنه غير قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى.

وزارة الصحة الفلسطينية حذّرت من أن “المنظومة الصحية تلفظ أنفاسها” بسبب نقص الوقود والمستلزمات الطبية، مشيرة إلى أن العمليات الجراحية تُجرى أحيانًا بلا تخدير.

أوضاع إنسانية مأساوية ونزوح قسري

أفادت خضر بأن الاحتلال استهدف مدارس كانت تستخدم كمراكز إيواء في مخيم الشاطئ وحي النصر، مما أجبر النازحين على الانتقال قسرًا إلى الجنوب، حيث تعاني المراكز المتبقية من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب والغذاء. ووفق تقديراتها، هناك نحو 500 ألف مواطن لا يزالون في مدينة غزة ويرفضون النزوح رغم استمرار القصف، بينما يواجه النازحون أوضاعًا صعبة في الجنوب.

حراك سياسي محدود وغياب أفق التهدئة

أشارت خضر إلى أن حركة حماس قدمت مقترحًا للإدارة الأمريكية لبحث وقف إطلاق النار، لكن لم يرد أي رد حتى الآن. كما تحدثت تقارير إعلامية عن اجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعدد من قادة الدول العربية لمناقشة الحرب على غزة. وأكدت أن المواطنين “يتطلعون إلى تحركات دولية حقيقية توقف المقتلة المستمرة منذ نحو عامين”.

سيناريوهات قاتمة وتقدم بري محدود

حذّرت المراسلة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى “تدمير أكبر للمدينة”، لافتة إلى تصريحات وزير جيش الاحتلال بنيته تحويل غزة إلى “نموذج يشبه بيت حانون ورفح”. وأشارت إلى تقدم محدود للآليات الإسرائيلية من محورين في شارع الشفاء، وتمركزها عند مفترق الشباب والرياضة، إضافة إلى عمليات حفر وتحصين ينفذها الجيش في حي تل الهوى بعد اقتحام المستشفى الأردني.

تؤكد الشهادات الميدانية أن غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة مع استمرار القصف المكثف وغياب التدخلات الدولية الفاعلة. فيما ينتظر الأهالي أي بارقة أمل قد توقف نزيف الدم وتمنع المزيد من الدمار والتهجير.

زر الذهاب إلى الأعلى